سورة هود - تفسير تفسير ابن جزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (هود)


        


{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (6)}
{وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأرض إِلاَّ عَلَى الله رِزْقُهَا} وعدٌ وضمان صادق، فإن قيل: كيف قال: على الله بلفظ الوجوب، وإنما هو تفضل، لأن الله لا يجب عليه شيء؟ فالجواب: أنه ذكره كذلك تأكيداً في الضمان، لأنه لما وعد به صار واقعاً لا محالة لأنه لا يخلف الميعاد {وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا} المستودع صلب الأب والمستقر بطن المرأة وقيل: المستقر المكان في الدنيا والمستودع القبر.


{وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (7)}
{وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المآء} دليل على أن العرش والماء كانا موجودين قبل خلق السموات والأرض {لِيَبْلُوَكُمْ} أي ليختبركم اختباراً تقوم به الحجة عليكم، لأنه كان عالماً بأعمالكم قبل خلقكم ويتعلق ليبلوكم بخلق {سِحْرٌ مُّبِينٌ} يحتمل أن يشيروا إلى القرآن، أو إلى القول بالبعث؛ يعنون أنه باطل كبطلان السحر.


{وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (8)}
{وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ العذاب} يحتمل أن يريد عذاب الدنيا أو الآخرة {إلى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ} أي إلى وقت محدود {لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ} أي أي شيء يمنع هذا العذاب الموعود به، وقولهم ذلك على وجه التكذيب والاستخفاف.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8